بقلم/حماده جمعه
تدور أسئلة كثيرة بين
معظم المصريين حول موعد اسقاط الانقلاب والنصر الكامل لثورة 25 يناير ، في
ذات الوقت الذي يحاول مؤيدو الانقلاب العسكري الارهابي اقناع انفسهم بصعوبة
حدوث ذلك ، والمفارقة أن مفتاح الاجابة علي هذه الاسئلة الحائرة والتوقعات
المناهضة لها يمتلكه اصحابها .
ان توقيت اسقاط
الانقلاب علمه عند الله عزوجل ، ولكن تحقيقه يمكن بعد عون المولي جلا وعلاء
في يد عشرات الملايين من ابناء الشعب الثائرة في ميادين الديمقراطية
والكرامة ، بصموده واصرارها وقبضها علي جمر الشرعية والحرية ، والتي احدثت
في الفترة السابقة فشلا ميدانيا وسياسيا واقتصاديا للانقلابيين اعترف به
غير واحد منهم .
إن من اهم عوامل تحديد
التوقيت هو تواصل الحراك الثوري بكافة وسائله وتمدده ، واستقطابه ملايين
جديدة من المصريين ، ودخوله مؤسسات ذات ثقل نسبي في المعركة الدائرة بين
بقايا نظام مبارك التي كان يقودها قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي وبين
الشعب المصري الصامد وفي مقدمته ثوار 25 يناير الاوفياء للشهداء الذين لم
تغيرهم الخلافات السياسية وحملات الوقيعة .
قال الله تعالى : (
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ
الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ
وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ
مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ) البقرة/ 214 .
وروى البخاري في صحيحه
عن خباب ابن الارت رضي الله عنه قال “شكونا الى رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهومتوسد بردة له في ضل الكعبه فقلنا يا رسول الله الا تستنصر لنا الا
تدعو لنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل
فيحفر له في الارض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين
ويمشط بأمشاط الحديدما دون لحمه وعظمه فما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن
هذا الامر حتى يصير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخاف الا الله والذئب
على غنمه ولكنكم تستعجلون”.
ان القرآن الكريم
والسنة النبوية ، لا يتحدثان عن قريش والعصور السابقة ، كما يردد معظم
اعضاء المجموعات اليسارية والليبرالية في مصر ، ولكنهما وضعا أسس ثابتة في
معركة الباطل والحق في أي عصر أو وقت ، بين الظالمين والمرابطين علي الحق ،
وهو ما نحن بصدده في مصر حاليا بين عصابة الانقلابيين التي تمثل “مبارك +
الانتقام ” والشعب.
اننا نتوقع ان يسقط
الانقلاب بصورة خاطفة وسريعة كما جاء بصورة خاطفة وسريعة، وسيفاجأ الجميع
بسقوطه السريع وطريقة سقوطه ، بعد ان اقر الجميع بفشله وبقرب النصر عليه،
فهو انقلاب قام ليسقط ويحمل معه عوامل سقوطه.
لقد قام الانقلاب علي
اغتصاب السلطة وارادة الشعب وباعتماد علي العنف وانهاء الحياة للمعارضين ،
وهي عوامل لا تبقي سلطة في الحكم في جمهوريات الموز دون مقاومة ، وليس مصر
التي قامت بثورة 25 يناير وكسرت حاجز الخوف واسقطت كنز اسرائيل
الاستراتيجي حسني مبارك وخرجت بحشود غير مسبوقة في مليونية ” الشعب يسترد
ثورته”.
إن كل يوم مليء بالزخم
الثوري يمر هو خسارة للانقلابيين وتعجل بساعة الصفر التي يعلن فيها
الانتصار ، فصناديق التسول لن تظل ممتلئة ، والانهيار الاقتصادي متواصل ،
والرصاص الحي لم يعد يردع المصريين البسطاء فضلا عن الثوار ، والاعتقالات
السياسية باتت لا تفرق في ظل تحول الوطن لمعتقل كبير ، والانشقاقات في صفوف
الانقلابيين والمواليين لهم تتزايد تحت عناوين شتي مضمونها الرفض لما يحدث
.
لم يدم باطلا في موقع
مهما طال زمنه ، ولم يدم انقلابا في دولة مهما طال زمنه، ويبدو ان حب الله
لمصر كنانته في ارضه، سيجعل بالنصر، كما عجل بالنصر الاولي في 25 يناير في
18 يوما، بعد حملة احباط ومحاولات للتلاعب بالثوار من نظام مبارك، ولكن
النصر له تعباته ، كما للانقلاب اخطاره وهو ما يجب ان نعلمه جميعا.
إن اقرار النصر علي
الإنقلاب ، هو بداية لعمل طويل وجاد ، لتحقيق كامل مطالب ثورة 25 يناير ،
وموجتها الثانية المدافعة عن احد مكتساباتها وهي “الشرعية”، والقصاص
للشهداء والمصابين وحماية الجيش من تكرار العبث به وتوريطه في السياسة ،
ولبناء الوطن بناءً قويا يعزز مكانته وسط الأمم، والنهوض باقتصاديات
المواطن وكافة حقوقه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق