الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

لما علموا بحرمة ضرب الوجه.. كان الصفع على القفا

بلال شعبان

 رغم أن المشهور فى ضرب القفا أو الصفع عليه.. بل ربما يصل قتل الصافع من المصفوع أو أى من عائلته، لأن معناها عند الشرفاء كبير.. إلا أننى أرى أن هذا الصفع كثر علينا وربما لا يكون الصفع حسيا بالمرة، أرى أن الصفع كثر على وجوهنا وأقفيتنا.. رغم حرمة ضرب الوجه. نسمع كل يوم ضربا مبرحا على أقفيتنا جميعا كمسلمين وآخر الصفع من أنجولا، التى ترى أن المسلمين طائفة ولابد من اندثارها واختفائها وهدم مساجدها وإغلاق بعضها.. وحقيقة لا أرى سببا مباشرا أو غير مباشر لهذه الفعلة الدنيئة من النصارى.. وتولد في هذا العالم العربـي والصفع على قفاك، وكأنه ملاصق لك ولقفاك حتى أصبح الصفع وجبة عربية إسلامية بامتياز.. في البيت يصفعك الأهل كل صباح- طبعا الصفعة دى عامة لجميع الأديان- وحين يمر عليك صباح بلا صفعة تتأكد أنه يوم استثنائي عابر، وسيعود الصفع إلى مجاريه.. أهلك ولدوا وعلى وجوههم صفعات الآباء، ولفحات الصحراء، وأبوا إلا أن يستقبلوك بحفلة صفع صاخبة انتهت بلفّك في قماط أبيض يذكرّك مستقبلا بثياب الموت، فأنت تعيش حياتك في هذا العالم بين موتين. تذهب إلى المدرسة مبتهجا بالخروج من سجن البيت لتجد الصفعة تستقبلك عند باب المدرسة سجنك الجديد، الذي تذهب إليه مرغمًا كل صباح.. وتستمرّ في تلقيّ الصفعات عبر مراحل تعليمك حتى تنهي حياتك الجامعيّة، إن كنت من النابهين. بعد أن تستوي على سوقك تخرج لسوق العمل تجد صفعا جديدا لم تتعوده فحجم الصفع كبير، والأكف أكثر خشونة، فتسلمّ أمرك لله، فأنت كائن مصفوع وبين كل صفعة وصفعة صفعة. صورة المواطن العربي تذكرني بصورة ذلك الرجل الأحدب الذي رآه ابن الرومي فقال فيه: قصرت أخادعُه وطال قذاله فكأنه متربّصٌ أن يُصفعا أو كان قد صُفعت قفاهُ مرة ً وأحسّ ثانيةً لها فتجمّعا الأب يصفع، والأم تصفع، والمعلم يصفع، والمدير يصفع، والوافد يصفع، والأنظمة القمعية تصفع وما أدراك ماصفع الأنظمة القمعية الظالمة وخاصة لو كانت انقلابية ربنا يعافيك- صديقى القارئ الحر- تصفع، فالعربى دائما إما صافع وإما مصفوع.. فهلا نفوق ونتلاشى الضرب ونرد كرامتنا بأيدينا ولا ندير خدنا الأيسر إذا ما صفع الخد الأيمن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق